الأستاذ محمد كوكطاش: في قلوبنا نار تشتعل ولا تنطفئ

يرى الأستاذ محمد كوكطاش أن الحرائق تحاصرنا من كل جهة، مادية ومعنوية، من غزة وكربلاء إلى الفساد واللامبالاة، لكنه رغم كل الألم لا يفقد الأمل في انطفاء النيران برحمة الله.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
لقد بتنا لا نذكر الأيام التي لم نُحاصر فيها بحرائق من كل نوع، حتى أصبحنا نعيش في قلب اللهب دون توقف. فهذه النيران لم تعد مقتصرة على الغابات أو المصانع، بل امتدت إلى ضمائرنا، إلى وجداننا الجمعي، حتى غدت كل زاوية من حياتنا تنذر باشتعال جديد.
منذ سنوات طويلة ونحن نحترق مع فلسطين، ولكن ما تشهده غزة في العامين الأخيرين يفوق الوصف، فكل يوم هناك مأساة جديدة، وكل هدنة يُعلن عنها لا تجلب لنا الطمأنينة، بل الخوف من أن تكون تمهيدًا لعدوان أشد، لقد أصبحت أخبار "وقف إطلاق النار" في وعينا الجماعي نذير شؤم، وكأنها تنذر بمجزرة أخرى في الطريق، وإن كان عجزنا عن إخماد هذه النار السياسية والعسكرية أمرًا مفروضًا، إلا أن اشتعال قلوبنا قهرًا هو ما يعصرنا ألمًا.
في مثل هذه الأيام، تعود إلينا نيران كربلاء، التي تزور وجداننا كل عام، لتتجدد في سياقها التاريخي والديني والإنساني، ومع أحداث غزة، تعود إلينا حرائق كربلاء مضاعفة، وكأن لهيب الماضي قد امتد ليصافح جراح الحاضر.
أما الحرائق الطبيعية، تلك التي تشتعل في الغابات والحقول والجبال، فهي الأخرى لا ترحم، من بحر إيجه إلى البحر المتوسط، ومن شرق البلاد إلى غربها، كل موسم صيفي يحمل معه نذير كارثة جديدة، ومع كل موجة حر، تتجه أنظارنا نحو الشاشات، نترقب أين ستبدأ أول شرارة، وكأننا نعلم أن النار قادمة لا محالة، ولم تعد المواسم قادرة على ضبط هذه الكوارث، فحرائق المصانع تتحدى الفصول وتكسر كل التوقعات.
غير أن هناك حريقًا آخر، لا تراه العين ولكنه يحرق الوطن من الداخل: الرشوة والفساد، وهو نار صامتة، لكنها أكثر فتكًا، وإذا لم تأتِ عدالتها في هذه الدنيا، فإنها حتمًا ستظهر في الآخرة لهبًا لا يطاق، وما دمنا نغرق في هذا المستنقع المجتمعي، من رأس الهرم إلى قاعدته، فإننا في قلب لهب لا ينطفئ، فكيف نطهر أنفسنا؟ وكيف نغسل أرواحنا من هذا الدخان الأسود؟ طوبى لمن استطاع النجاة بنفسه، طاهر اليد، نقي القلب.
وأمام كل هذه النيران، نتساءل بمرارة: هل عجزنا عن مساندة غزة وسواها من الأراضي المظلومة يعود إلى أن ما في أيدينا ليس إلا لهبًا، ومالاً مشوبًا بالحرام؟ هل فقدنا القدرة على الفعل لأننا نحمل النار بدل الماء؟
رغم كل شيء، لم نفقد الرجاء، فما زلنا نرفع أكفّ الدعاء إلى ربنا، أن يُطفئ هذه النيران كلها، أن يُطهّر أرضنا وقلوبنا، وأن يُخرجنا من هذا العصر المشتعل إلى فجر بارد وسلام. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يسلط الأستاذ صلاح الدين يلدريم الضوء على الأمانة كقيمة محورية في الإسلام، مبينًا ارتباطها الوثيق بالكفاءة والاختصاص في أداء المسؤوليات، ومحذرًا من العواقب الوخيمة التي تترتب على إسناد المهام لغير أهلها.
يندد الأستاذ نشأت توتار بالعنف المستمر في غزة ويسلط الضوء على ضرورة وحدة الدول الإسلامية لتعزيز الأمن والاستقرار، كما دعا لضرورة إنشاء آليات رقابية فعالة لضمان تنفيذ اتفاق الهدنة وحماية المدنيين.
بيّن الأستاذ آيهان أكتان حقيقة الوحشية الصهيونية عبر شهادة ألون مزراحي، اليهودي الشرقي المناهض، الذي فضح المجازر ودعا إلى التمسك بالإنسانية والضمير، كما دعا إلى ضرورة أن يتحلى القادة الصامتون بالشجاعة والمسؤولية لمواجهة الظلم والدفاع عن الكرامة والعدالة.